welcome

Welcome our visitors that come to visit us on our Blog
This blog reflects the views of its owners only
You have the right to agree or disagree with our views

مرحباً بكل زائر يدخل على مدونتنا
هذه المدونة تعبر عن آراء أصحابها فقط
لك الحق أن تتفق أو لا تتفق مع آراءنا
الصفحة الرئيسية للمدونة على الفيسبوك :( https://www.facebook.com/pages/Egyptian-Sokrat-egygirl-mn2ota-Blog/254929104594264 )

Adver.

Sep 11, 2012

أنا هو الرب شفيق

أكتب مقالي هذا بعد مرور أكثر من شهرين على أنتهاء العراكات الأنتخابية التي حسمها المستشار الجليل فاروق سلطان بأعلانه فوز الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة وتيار الأخوان المسلمين ـ أكبر التيارات الدينية بمصر في الوقت الحالي ـ كرئيساً للجمهورية ، قد يكون فوزه عن أستحقاق أو شابه شبهة تزوير كما يدعي البعض ، لكن دعونا نؤكد على حقيقة واحدة في هذا الموضوع ، اننا الآن نـحيا في ظل رئيساً مدنياً منتخباً بأرادة شعبية .

لن أتحدث في مقالي هذا عن كيف دارت العمليات الأنتخابية ، سواء مجلس الشعب أو الشورى أو الرئاسية، وما شاب كلاً منهم من شبهات وأنتهاكات لا تُحصى ولا تُعد ، ولن أتحدث عن نظريات المؤامرة والتخوين التي يتبناها الكثيرين هذه الفترة ، لكني سأتحدث فقط عن الشعارات الدينية الجوفاء التي ملأت البرامج والحملات الأنتخابية وملأت حياتنا كلها بلا أدنى أهمية ، فلا يخفى على أحد ما شهدته مصر الفترة الماضية من تصاعد لأصوات التيارات الدينية المسيحية والأسلامية على حدٍ سواء ، فرأينا كيف خرجت علينا واحدة من نائبات حزب الحرية والعدالة بمقولة أن مرسي من عند الله ، وأخر يخرج علينا بجملة "وقالت الصناديق نعم للدين" ، والبعض يروج لحزب النور السلفي بمقولة :"لوبتحب أم النور .. أنتخب حزب النور" ، وعلى الجانب الأخر نجد أن القيادات الكنسية في بعض المناطق وعلى الكثير من المستويات كانت تروج لبعض الأفراد بعينهم في أنتخابات البرلمان ، وكانت تساند قائمة بعينها ، آلا وهي قائمة الكتلة المصرية ؛ وفي الأنتخابات الرئاسية بدأت تعلن عن حيادية موقفها علناً ، ولكنها كانت تروج وبشدة لأحد المرشحين حتى أنهم بداءوا يروجوا لبعض المهاترات والأشاعات السخيفة كتدعيماً له ، مثل أن قداسة البابا شنودة الثالث ـ نيح الله روحه ـ قد أتصل بهذا الشخص وأكد له الفوز في تلك الأنتخابات من قبل بدء عملية الترشيح من الأساس ، وبعض القيادات بدء يصور ذلك المرشح على أنه سيكون حامي حمى الكنيسة من الأسلام ، متناسين أن المسيح لم يؤسس كنيسته على أشخاص ، وهو الأجدر على حمايتهم ، أما البعض الأخر فبدء يستخدم أسلوباً أخر وهو الترهيب والتهديد ، فكانوا يتحدثوا من منطلق من لن ينتخب هذا المرشح فهو محارب للكنيسة وليعتبر نفسه "أناثيما" أي محروماً من الكنيسة ـ يعني بالبلدي بيكفروه .
ودعوني أسرد لكم حادثة طريفة حدثت مع والدة إحدى صديقاتي بالقاهرة ، فقد كانت في طريقها للصندوق الأنتخابي واقفةً في الطابور أمام اللجنة ، فمالت عليها واحدة من رفيقات الطابور وسألتها "ستنتخبين من ؟" فقالت لها وفي ثقةٍ تامة "سأنتخب حلم الغلابة (فلاح فقير .. ريس من التحرير)" ـ أعتقد أن كلنا مازال يذكُر هذا الشعار العبقري الذي حلمُنا بتحقيقه ـ وإذ بهذه الرفيقة المجهولة تبدء في سرد الآيات والمواعظ التي تحتم عليها أن تُطيع الكنيسة وتتبع التعاليم الكنسية وتعطي صوتها لمن أختارته الكنيسة بدلاً منها ، أقنعتها بأن تبدل أرادتها الحرة التي أوهبها لها الله بأرادة أخرى قائمة على تبادل المصالح ومبدء السمع والطاعة الذي تُحارب جماعة الأخوان المسلمين بسببه .
ولأننا شعبٌ وتدين بالفطرة (بمسيحييه مسلميه) غيرت أم صديقتي من رأيها وقررت أن تطيع الآله وتترك حلم الغلابة وتُعطي صوتها لـ(أنا هو الرب شفيق) ، وبهذا عادت إلى ربها ، وتركت هذا الحلم الذي كان سيبعدها عن جنات ربها ونعيمه .
ودعوني أحكي لكم عن تجربةٍ أخرى معي أنا شخصياً ، كنت في نقاش مع أحد المتطرفين المسيحيين ببلدتي الحبيبة عن فكرة الأرادة الحرة والأستقلالية وحقي في أختيار من يتوافق مع آرائي ، بغض النظر عن رأي الكنيسة ، فرد عليا قائلاً :"أنت وأمثالك من سيضيعون الكنيسة والأيمان بمصر" ،
أكتفي بهذا القدر وأنهي حواري بأني لست ضد الدين أو التدين ولا أحارب الدين ، لكني ضد التدين الشكلي ، وعدم فهم الدين بالفهم الصحيح .
وأود أن أوجه رسالة للمتطرفين مفاداها أن الله لا يطلب منك أن تعطيه صوتك الأنتخابي ، ولكنه يريد أن تعطيه قلبك بتعبد حقيقي له وبنيةٍ صافية تجاه مخلوقاته .
                  أسف للأطالة
ديفيد سقراط
11/9/2012